" ولا يظلم ربك احدا "

يبدو ان كل ما شهدناه بين الاشقاء لااقول العرب فقط لانها كلمة استغلها الاعداء للتفريق بيننا, بل المسلمين ابناء الدين الواحد والملة الواحدة,من تخطيط وكيد لبعضهم بعضاوصل بهم الى احتقان خطير لا يحدث حتى بين الاعداء, قد اصلحه عدل الله بحكمته وتصريفه, اذ لولا ستره سبحانه لحدث ما لا تحمد عقباه. اعلم اخي القارئ انك تقول كيف هذا؟... . لنعد قليلا الى الوراء لنستذكر شريط الاحداث: شعبان عزيزان متحابان تجمع بينها عدة روابط, رابط الدين باعتبارهما شعبان وحدهما الاسلام وجمعهما طلب العلم, رابط الجغرافيا اذ ينتميان البى رقعة جغرافية واحدة , رابط الوطنية الذي لايخفى على احد اذ كان لكل منهما دور في دعم الاخر ايام محنته. لهذا لم يجد الاعداء منفذا للايقاع بين الاخوة الا باب اللهو الذي ذهب بالعقول واضل القلوب واعمى الابصار وسد الاذان. مالذي حدث؟... بدأ اعداء الدين والملة الذين لاتخفى هويتهم على احد الذين قال الله فيهم: "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصرى حتى تتبع ملتهم" وفال سبحانه وهو يفضح اعمالهم وشرورهم:" لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون, كانوا لايتناهون عن منكر فعلوه ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون". بدأوا يكيدون ويخططون للايقاع بين الاشقاء تحت غطاء ما يسمى بحرقة كرة القدم او شحنة المباريات, وهبوا ينفخون لها بعبارة دعوهم هذا امر عادي يحدث في كل المباريات(الساخنة) واستعملوا لذلك اياد من عندنا, كانت بمثابة معول الشر, كان هذا منذ ان ظهر اسم الجزائر ومصر في مجموعة واحدة في التصفيات. وراحت الشحناء والبغضاء تزداد بشكل رهيب كالسرطان بين المسلمين, حتى اني اجبت احدهم لما سألي عن رايي فيما يحدث بانه ىاشبه بالجرح الذي يكون صغيرا, فلا تقوم بمداواته من اول يوم فيكبر الى ان يصبح جرحا كبيرا يسبب لك ضررا بالغا قد يصل بك الى قطع العضوالذي يكون به. والمؤسف انجراف الشعبين وراء هذه الفتنة الى انوصل الامر بهم الى الشتم والضرب. بالاضافة الى ان وسائل الاعلام من الطرفين والتي بدل ان تحاول تهدئة الوضع, وتوعية اصحاب (العقول الصغيرة), راحت تؤجج الفتنة وتصب البنزين على النار, وتنجر هي الاخرى وراء كيد الاعداء, فاصبحت هي المسؤول الاكبر على العصبية والتطور الخطير الذي الت اليه الامو ر, بانانيتها وجريها وراء الربح السريع على حساب التعقل و الحكمة, حتى صار همها الاول والاخير كم تسحب من نسخة في اليوم؟.., وكم تتلقى من مكالمة اورسالة قصيرة؟.., وماهي نسبة مشاهدتها؟...بل ماهو مقدار الالفاظ الوسخة التي تمر من خلال(مزبلتها) اعزكم الله؟؟؟. لكن الله يعلم مالا نعلم سبحانه, فقدر سبحانه ان يبقى الحسم الى اخر مباراة بين الفريقين, وقدر ايضا ان يسجل الفريق المصري هدفا في او ل المباراة وهدفا في اخرها ليحتكم الطرفان الى مباراة فاصلة بملعب محايد, ليعلم الجميع ان كل هذه الضوضاء والشحناء لامر تافه لاتسمن ولاتغني من جوع, والتي لواستعمل نصفها في نصرة فلسطين لصلينا الفجر الذي يلي يوم المباراة بالمسجد الاقصى ونحن مبتهجون بانتصار فريق الجنة. وفي الاخير اعلم وان اكتب هذه الاسطر دفائق بع المباراة ان الجزائريين يقولون: ظلمنا حكم المباراة, والمصريون يقولون: انصفنا الحكم, واقول : قد حكم من بيده الحكم في الدنيا والاخرة, " ولايظلم ربك احدا ".